رسائل من أعرابي ..

من طرف أبو عروه الثلاثاء يناير 26, 2010 11:22 am

رسائل من أعرابي .. ضمن مجموعة نصوص ستتوالى ..

(1)

قدر الله علي أن حلمت في نومي .. وياليته أصبح حقيقة ..

حلمت
بأعرابي أشعث أغبر ، تنبع منه عزة الإسلام ، وتتفجر منه العروبه ، عزيز
النفس ، منتصرا للحق ، لا يرضى بالذل ، فصيح اللسان .. ظاهر البيان ..
ولكنه سريع النسيان .. صريح العبارة كأنها الشرارة وقد وافاني في أحد
الطرقات

وسألني : يا أخ العرب..

فقلت ماذا تريد ؟

قال : نحن في أي زمان نعيش..

قلت : في الثلاثين بعد الأربعمائة من الألف ..

قال : ما أسرع الأيام .. تمضي كالغمام ..

فقلت له : ما بك تتمتم بالكلام ..

قال : لاشيء يا أخ العرب ..

قلت : إنك يا رجل ؛؛ غريب على الديار .. فهذه العمامة وهذا الدثار .. غدر بها الزمن ودفنها الغبار ..

قال : مه .. أتهزءُ بدثاري .. وتنعت عمامتي وإزاري

قلت : أبدا .. ولكن هذا عتيق وقد فات زمانه ..

قال : لا عليك فأنا سعيد بذلك .. وما شأنك أنت ..؟!

قلت : إذا ما الذي أتى بك إلى ديارنا ..

قال : خبو الهمة لهذه الأمة ..

قلت : ماذا.. !!؟

قال : نوم السيوف يا أخ العرب..

قلت : ما بك .. عم تتكلم يا رجل ..

قال : أولم تعقل ؟!

قلت : بلا ولكن أوضح لي ما تقول ! ..

قال .. إذاً أنصت ..

* هذه رسائلٌ كتبتها بعدما رأيت حال العرب ؛؛ فانشرها إن شئت وإلا فاحفظها عني إن أردت ..

الأولى :

أين أنتم يا بني أمسي ..... لترو ما غدا غدكم وما أضحى
الفتى هاهنا يبكي ....... على فراق خليلته وما أشقى

ــ مآل الحال ,, ورداءة الأحوال ـــ

يا مسلمون يا عرب .. أطفالنا تموت
أوما لديكم نخوة .. تنقذ الأجساد قبل الخفوت..

صرخات النساء .. تغتصب خلف الحديد
والصمم ؛؛ أطبق على المسامع كالصديد
والطفل ينوح الدهر .. هل من صنديد ..
والريح تجيبه .. ذاك زمن تليد ..

والفتى .. كالفتاة .. جسم هزيل
أمرد يجرج النسيم خده والعليل ..
لا يعلم من أين يضبط السيف ..
أو كيف ترمى السهام في المقيل ..

لا يستسيغ وقع السليل ..
أو هدير الصهيل
ولكنه يأنس للمواء والهديل ..

أواه على زمن مضى ..
تشكو السيوف فيه النزال
ومقابضها في أيدي الرجال ..

نفوس كانت تقاسم القمم مع الجبال
والآن ترضى وتقبل بالأوحال

هذي الخيول التي حنت لميدان النزال ..
الآن تربض في الحظائر مع البغال ..

***

فانهضوا إن أردتم عزا لا يواريه النهار
ونصرا يلوح في الآفاق كلهب النار

أو فاقعدوا وانعموا بالحياة كالحمير
وإن من الحمير .. لتقول اطلقونا يا أشباه الرجال ..

......